الحمد لله رب العالمين عدد مخلوقاته ، وعدد كلماته ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه آجمعين ، أما بعد سنتناول في هذه المحاضرة بعد أن عرفّنا الطب النبوي وميزاته وخصائصه ومصادره لا بد لنا من التعرف على تعريف علم الطب ، والطبيب ، ومدعي الطب ، والتطبيب بدون علم ، والحديث الوارد في ذلك ، والامراض بشكل عام وأنواعها في الطب النبوي وتقسيمها وعلاجها أن شاء الله.
تعريف الطب لغويا: في اللغة العربية تقال على عدة معان منها :
1.الاصلاح يقال طببته يعني أصلحته ويقال للشخص الفلاني طِبُ بالامور أي تروي ولطف وسياسة في الامور.
2.الحِذق وهي المهارة يقال في اللغة العربية فلان حاذق يعني ماهر فالطبيب الماهر يعني الطبيب الحاذق.
3.العادة يقال في اللغة العربي ليست ذلك بِطَبِي أي عادتي .
4.السحر يقال لغويا فلان من الناس مطبوب أي مسحور.
تعريف علم الطب : هو العلم الذي يُعرف منه أحوال البدن الانساني لعلاج الامراض التي تعتريه وحفظ الصحة عليها ، نعمتان يُحسد عليها الانسان نعمة الاديان ونعمة الابدان.
تعريف الطبيب : هو الشخص العالم المتمكن الحاذق بالصناعة الطبية ولديه إلمام بعلم الامراض وعلم الادوية ويستطيع أن يعالج الناس بحكم خبرته وعلمه حيث يعتبر مسؤول عن ذلك أمام الله وأمام الناس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من طبب ولم يُعلم منه الطب قبل ذلك فهو ضامن) .
انواع المرض :
أولا : مرض القلوب : وهو نوعان: وكلاهما في القرآن الكريم حيث قال تعالى في.
1. مرض الشبهة والشك. (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) وقال تعالى(وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا اراد الله بهذا مثلا)
2.مرض الشهوة والغَى .قال تعالى(يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ، أن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) فهذا المقصود في مرض الشهوة الزنى والله أعلم
ثانيا : مرض الابدان : يقوم مرض الابدان على ثلاثة قواعد:
1.حفظ الصحــة: حيث أباح الله سبحانه وتعالى في آية الصيام للمسافر والمريض الافطار والقضاء بعد الوصول من السفر والعافية من المرض قال تعالى(فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر) سورة البقرة آية رقم184 ومن طرق حفظ الصحة في الطب النبوي إتباع نوع من الرياضة ، مضغ الطعام جيدا ، وعلاج الحار بالبارد والحلو بالحامض ، والدسم بالمالح ،ولا يجمع بين اللبن والسمك ، ولا الحموضات مع اللبن مع كره الجمع بين غذائين حاريين ، او غذايين باردين ، أو لزجين ، أو قابضين ، أو غليظين ،أو مرخيين ، أو منفخين ، كما يكره الجمع بين القابض والمسهل ، وسريع الهضم والبطيء الهضم .
2.الحمية عن المؤذي : حيث أباح الله سبحانه وتعالى للمريض الذي يتأذي من الماء أن يتيمم ولا حرج في ذلك قال تعالى( وأن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا)
3.استفراغ المواد الفاسدة : حيث أباح الله سبحانه وتعالى للمريض ومن به أذى من رأسه وهو محرم أن يحلق رأسه لاستفراغ المادة الفاسدة والابخرة التي في الراس قال تعالى(فمن كان منكم مريضا أو به أذى من راسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) سورة البقرة آية رقم196 وهناك أشياء كثيرة يجب أن تُستفرغ من جسم الانسان وفي حالة احتباسها تؤذي الانسان ، وكما قلنا الطب النبوي يحتوي على قواعد هامة في الصناعة الطبية ومنها الاستفراغ(الطرد) ، ويوجد في الانسان عدة اجهزه مركزية للطرد منها :